الفن كلمة
ساحرة،والتشكيل عالم جميل تتناغم
فيه الألوان،وتتناسق
فيه الخطوط والأشكال،تفصح فيه اللوحة عن المشاعر والإحساسات،وتدغدغ فيه الصورة
النفوس والرغبات.دنيا الفن تنتعش
فيها الأرواح وتصفو فيها القلوب،وترهف الإحساسات،وتسمو الأذواق.فما أجمل أن نأخد ناشئتنا إلى هذا العالم الساحر الجميل،ذي الألوان الأخادة والظلال المعبرة والصور
المثيرة،حيث تستمتع النفوس وتنشرح القلوب ويتسلل الجمال إلى الدواخل،فتتهذب الأخلاق ويسمو الذوق،ويسعد
الأفراد والجماعات.
وما أروع أن نصحب تلاميذنا في رحاب هذا العالم الفسيح،ونرافقهم قي دروب هذه
الدنيا الحالمة،نحسسهم بلغة اللون وبيان
الشكل وبلاغة الصورة وجمالية
الحرف،نربي أذواقهم ونفتق مواهبهم،ننمي مهاراتهم الفنية،ونغني ثقافتهم التشكيلية.
مقتطف من ''الموجه في التربية التشكيلية'' – دليل الأستاذ –
مادة التربية التشكيلية :
هي مادة متعددة
الجوانب والأنشطة بسبب تقاطعها وتفاعلها مع مختلف المجالات وخاصة ما يتعلق منها بكل
ما هو مرئي، تشكيلي وإبداعي ومع جل التخصصات المتعلقة بابتكار الأشكال والنماذج والصور.
فهذه الخاصية تجعل
لمادة التربية التشكيلية ضمن منظومتنا التعليمية موقع ودور تربوي وتكويني كامل ومتميز
في مطلع القرن 21 الذي يشهد انتشار كاسح لثقافة
الصور (على حساب الثقافة
المكتوبة)، هذه الصور بأنواعها وتقنياتها ووسائطها ووظائفها أصبحت المادة الأكثر جاذبية
والأكثر استهلاكا على الصعيد العالمي والوطني
.
.
الفنون الجميلة، الفنون التطبيقية، الفنون التشكيلية، التربية
الفنية، التربية التشكيلية عناوين مختلفة لكنها تصب في نفس الاتجاه حسب التركيز على الجانب النظري أو الجانب
التطبيقي أو التركيز عليهما معا.
ما يمكن أن نستخلصه هنا هو أن لهذه المادة :
1. جانب نظري يتم التركيز فيه
على العقل والمعرفة : العقل الذي يفكر، يخلق، يبدع، يبتكر وينتقد…
2 . جانب تطبيقي يقوم على العمل
والصناعة والتقنية ويركز على العين واليد : اليد التي تصنع، اليد التي تشكل، اليد التي تلمس…
إن هذه المادة تعتمد على دراسة الخطوط
والأشكال والمساحات والأحجام والفضاء واللون، وهنا يجب أن نشير إلى قضية هامة جدا،
وهو أنه لا يوجد ميدان من الميادين أو مادة من مواد التدريس يمكنها الاستغناء عن بعض
أو كل العناصر التي تقوم عليها الفنون التشكيلية.
فكما أننا نتكلم أيضا عن الأمية بصدد القراءة والكتابة، يمكننا أيضا
الحديث عن الأمية البصرية أو الفنية، وكيفما كان نوع الأمية، يجب محاربته
والقضاء عليه.
فنحن نعيش ونتحرك باستمرار داخل عالم
أصبحت فيه الصورة باختلاف أنواعها سيدة الموقف فهي موجودة في كل مكان داخل وخارج البيوت
والمنازل، ونحن جميعا نستهلك كما هاما منها من الصباح إلى المساء. وهذا الوضع يتطلب
بالطبع منا الاستئناس والتعرف على لغة الصورة حيث أن لهذه الأخيرة لغتها الخاصة
ويجب علينا الإلمام بها.
الكتاب الأبيض الجزء 3 - المناهج التربوية للسلك الإعدادي